اجعل من حياتك رواية تستحق القراءة

جميعنا نحبُ قراءة القصص الملحمية العظيمة، تلك المليئة بالمغامرات الجريئة والتضحيات الكبيرة والنجاحات الرائعة. قصص أرواح بشرية ارتقت إلى آفاق جديدة أو اصطدمت بالقاع لتنبعث مرة أخرى، قصصٌ نتمنى أحياناً أن نكون نحن أبطالها.

إلا أنه عندما يتعلق الأمر بحياتنا الحقيقية، نكتفي عادةً بحياة أبعد ما تكون عن الإثارة، حياة متوقعة ومحسوبة، آمنة جداً وبعيدة عن المخاطر، لكنها في أحيان كثيرة مملة وخاملة. ونحن بذلك نتجنب ذات الأمر الذي يجعلنا نعشق القصص الملحمية التي نقرأها، ربما بسبب المخاطر التي تكتنفها، أو بسبب المخاوف التي تكمن داخلنا ولا نريد أن نواجهها. نبالغُ في التفكير بعواقب أفعالنا على حياتنا وحياة من حولنا من الأهل والأحباب لدرجة تنشل فيها كل قدراتنا على المضي ولو خطوة واحدة إلى الأمام. متناسين أو ناسين أننا نستطيع أن نصل إلى ما نتمناه مهما كان بعيداً وأنه لم يفت الأوان بعد للانطلاق في تحقيق أحلامنا. مع ذلك من السذاجة بمكان أن تعتقد أنه بمجرد استعدادك لاقتناص الفرص والمضيّ وراء أحلامك، سيكون الأمر بمثابة نزهة جميلة أو أن الأمور ستمضي بسلاسة وسهولة كما تتمنى. فليس من السهل الحصول على الأشياء الرائعة في الحياة، وعادةً ما يتطلب الحصول عليها العمل المُضني والتضحية والتفاني في بذل الجهد، ومعظمها يأخذ الكثير من الوقت، لذلك يجدر بك أن تكون صبوراً. وكما يقول الكاتب الكبير باولو كويهلو في روايته (مخطوطة وجِدت في عكرا) “لا تستسلموا. وتذكروا أن المفتاح الأخير في حاملة المفاتيح هو الذي يفتح الباب دوماً”. لا بد أن تشرع في رحلتك، وتسلك الدرب المهجور، الذي سيكون درباً وعراً في معظم الحالات، وستضطر للعمل كادحاً لتحصل على ما تريده، وهكذا عندما تحصل عليه، ستقدّره فعلاً وتستمتع به حقاً. لسبب ما، دائماً ما ينجح هذا النهج في نهاية المطاف دائماً، بالتالي إن لم ينجح معك فلا شك أنك لم تصل للنهاية بعد. في كتابه الأفضل مبيعاً “الحياة الاستثنائية”، وضع جيم رون بعض القواعد الحياتية عن كيفية التعامل مع التحديات في الحياة وكيفية التغلب عليها للوصول إلى أهدافك. يطلب منك جيم رون أن تركز على تغيير نفسك وعقليتك وحياتك بدلاً من محاولة تغيير العالم الخارجي الذي هو أمر مستحيل دائماً.

  • إذا كنت ترغب في أي شيء في الحياة، اذهب وتعلّمه، ادرسه حتى تتقنه تماماً
  • سجّل الأفكار العظيمة كتابةً ولا تثق بذاكرتك، اكتب أفكارك في دفتر يومياتك.

  • قد لا تستطيع القيام بكل تلك الأفكار التي “عثرت عليها”، لكن لا بد أن تتأكد من أنك “عثرت” على كل الأفكار التي تستطيع القيام بها.

  • الأمور التي تقع لك لا تمثّل حقيقتك، ما يمثلك هو ردة فعلك تجاهها.

  • بعد إنجازك أمراً صعباً لا تتمنى أنه كان أسهل بل تمنى أنك كنت أفضل أثناء إنجازه.

  • تعلم أن تطوّر من نفسك بجدّ أكثر من الحرص على تفوقك في عملك. لأنك إذا عملت بجد في عملك، ستكسب معيشتك…لكن إن عملت بجد على نفسك، ستكسب ثروة.

إذا كنت ترغب في أي شيء في الحياة، اذهب وتعلّمه، ادرسه حتى تتقنه تماماً سجّل الأفكار العظيمة كتابةً ولا تثق بذاكرتك، اكتب أفكارك في دفتر يومياتك. قد لا تستطيع القيام بكل تلك الأفكار التي “عثرت عليها”، لكن لا بد أن تتأكد من أنك “عثرت” على كل الأفكار التي تستطيع القيام بها. الأمور التي تقع لك لا تمثّل حقيقتك، ما يمثلك هو ردة فعلك تجاهها. بعد إنجازك أمراً صعباً لا تتمنى أنه كان أسهل بل تمنى أنك كنت أفضل أثناء إنجازه. تعلم أن تطوّر من نفسك بجدّ أكثر من الحرص على تفوقك في عملك. لأنك إذا عملت بجد في عملك، ستكسب معيشتك…لكن إن عملت بجد على نفسك، ستكسب ثروة. قد يقول البعض، لماذا علينا أن نعمل بجدّ ما دام كل شيء مقدّراً، وهو طريقة أخرى للتعبير على أنهم كسالى جداً لإنجاز الأشياء أو القيام بها، وأنهم يفضلون أن يكونوا تحت رحمة القوى الخارجية، وبالتالي لا يمكن لومهم على فشلهم. أخبرني صديق حكيم ذات مرة بفلسفته المثيرة للاهتمام عن القدر، وهي أن مراحل حياتنا مقدّرة بالفعل لكن الأمر يعتمد علينا في كيفية الوصول إليها وأي طريق نسلكه لذلك. على سبيل المثال، لنفترض أنه مقّدر لك أن تحصل على مليون دولار. للحصول على هذا المبلغ بإمكانك أن تعمل بجدّ وصدق وتكسب ذلك المليون أو أن تتبع الطريق السهلة لاكتسابه بشكل غير قانوني مثلًا، لكن في جميع الحالات سوف تحصل عليه. لذلك الطرق التي ستسلكها في حياتك تعود إليك. يقول “ويبر” في المسلسل الشهير (غرايز أناتومي – Grey’s Anatomy) جملةً أجدها مثيرة جداً للاهتمام “جميعنا سوف نموت، لا نعرف كيف أو متى، لكننا نملك فعلاً أن نقرر كيف سنعيش. إذاً قم بذلك، قرّر. هل هذه هي الحياة التي تريد أن تعيشها؟ هل هذا هو الشخص الذي تريد أن تحبه؟ هل هذا أفضل ما يمكنك فعله؟ هل يمكن أن تكون أقوى، وألطف وأكثر رأفة؟ اتخذ قرارك”. الحياة قصيرة جداً لنهدرها على الأمنيات ومشاعر الندم على الأشياء التي كنا خائفين جداً من القيام بها أو القرارات التي لم نكن شجعاناً لاتخاذها، أو العلاقات التي كنا متكبرين جداً على مواصلتها. احرص على أنك تعيش حياة يحقّ لك أن تفخر بها أمام العالم، وتتباهى بها أمام أحفادك، تأكد أنك تعيش حياةً مقنعة ولا تُنسى. فكر في ذلك الأمر الذي إذا كنت متأكداً من نجاحه تماماً، ستقوم بفعله على الفور، وقم بفعله اليوم. ومع دخولنا العام الجديد بعد أيام معدودة، فليس هناك أفضل من اعتباره البداية المثلى للتغيير والعمل على تحويل أحلامنا إلى واقع ملموس. مع أطيب التمنيات بمناسبة السنة الجديدة.

مدونات أخرى

الخمسون الكبرى

  في أبريل، أتممت ربيعي الخمسين، أو “الخمسين الكبيرة”، على حد تعبير

تحدث معي