في الفيلم الأمريكي الشهير “What Women Want”، يكتسب “نك مارشال” (يقوم بدوره الممثل ميل جيبسون) قوى عقلية خاصة تسمح له بالاستماع إلى أفكار النساء وإلى عقولهن وخواطرهن بدون أن يفصحن هن بها، مما يجعله الرجل الأول والوحيد في تاريخ البشرية الذي يستطيع أن يعرف ماذا تريد النساء حقا وكيف يفكرن، مما جعله محبوبا من كل النساء الموجودات حوله، كزميلاته في العمل، وابنته، وكذلك المرأة التي كان مغرما بها، حيث أنهن أخيرا وجدن رجلا يفهمهن. الفيلم هو كوميديا رومانسية جميلة مع حبكة درامية مبنية على الجدال الأزلي بين الرجل والمرأة وكيف أن الرجل دائما لا يستطيع فهم المرأة أو معرفة ماذا تريد.
وبدوري فلن أجرؤ وأدعي أني “نك مارشال” وأني أعرف ماذا تريد المرأة أو حتى كيف تفكر، ولكن هذه محاولة مني لمشاركة بعض الأفكار مما تعلمته مع بني جلدتي من الرجال، ليعرفوا كيف يعيشوا حياة سعيدة مع زوجاتهم، وماذا يمكن أن يقوموا به لإسعادهن، حيث أنها ما أن أصبحت سعيدة فستجعل حياتك جنة، والعكس حتما صحيح عزيزي الرجل، فاحذر. سيدتي الفاضلة التي تقرأ هذا المقال، لا داعي لقراءته حيث أنني كتبته لإخواني الرجال، ولكن يمكنك ارساله لزوجك إن اردت.
حسنا فلنبدأ بثلاث قواعد جوهرية وأساسية قبل الاستمرار في بقية المادة. حاول عزيزي الرجل أن تفهم هذه القواعد جيدا وأن تكون صادقا مع نفسك حتى تستطيع الاستمرار في القراءة. تذكر جيدا أن كل ما هو مكتوب هنا هو رأيي وتقييمي الشخصي للموضوع ليس إلا. وهو رأي يحتمل الصواب والخطأ، ولكن إن كنت في علاقة زواج متهالكة أو بها الكثير من المشاكل وتحتاج عملية انقاذ، فلا تجعل كبرياءك وخجلك من الموضوع أن يكونا عائقا للإصلاح وسببا في خراب حياتك الزوجية لا سمح الله، والجأ فورا إلى اخصائيين في مجال العلاقات الزوجية طلبا للمساعدة. طبعا هذا في حالة أنك كنت راغبا حقا في إنقاذ الزواج من الانهيار. إليك القواعد الثلاثة:
-
-
-
-
-
- يجب أن تكون هناك مشاعر حب صادقة بينك وبين زوجتك، وأن تكونا كلاكما متمسكا بالعلاقة التي تربطكما. قد يبدو أمرا بديهيا، ولكنه للأسف إنه أبعد ما يكون عن البداهة، حيث أن مجتمعنا مليء ببيوت زوجية لا حب فيها، ولكنها مبنية على الخوف من المجهول، أو الاستمرار لعدم وجود البديل، أو خوفا من التغيير، أو رغبة في البقاء منطقة الأمان، والاسباب كثيرة. فستجد أن لكل منهما عالمه الخاص ولا شيء يجمع بين الزوجين إلا المناسبات الرسمية أو الفراش. ولكن لا أحد يريد أن يكون مسؤولا أمام المجتمع والأسرتين عن طلب الطلاق أو رفع راية طلب الانقاذ، خوفا من أحكام المجتمع المسبقة. الحب والاحترام والثقة هم الاساس لأي علاقة ناجحة وبدون التنازل عن أي ركن منهم مهما كانت الاسباب. وللتوضيح، أن يكون الزوجين متحابين فذلك يعني أكثر من مجرد التعريف البديهي للحب، فهو يعني أيضا الاستمتاع بوجودها في حياتك وبقربك ومشاركتها أحلامك وطموحاتك وأن تشاركك هي بدورها نفس الشيء.
- العلاقات السعيدة هي كائنات حية. بمعنى أنه حتى تستمر السعادة الزوجية، فانه يتحتم على الطرفين إعطاء الاهتمام والرعاية الكاملتين والدائمتين لهذه لعلاقة بدون كلل أو ملل. فبالحب والاحترام المتبادل بين الطرفين، ستبقى العلاقة مفعمة بالحياة، طالما ألا يأخذ أحد الطرفين الآخر بأنه من المسلمات.
- وأخيرا، كل هذا قائم عزيزي الرجل على فرضية أنك فعلا تحبها. فإن كنت تتلاعب هنا وهناك ولك علاقات مغامرات جنسية خاصة ورحلات سرية لإشباع الشهوات، أو انها حتى ليست أولى أولوياتك، فان ما هو مكتوب هنا لن يفيد.
-
-
-
-
“ليس هناك حب في الزواج، الحب في البشر، وهم من يضيفونه للزواج”. عندما تفكر قليلا في هذه المقولة التي ذكرها الدكتور ستيفن كوفي، فسترى الحقيقة البسيطة، والمهملة في كثير من الأحيان، وهي أننا نحن من نصنع نجاح علاقة زواجنا وليس مجرد الزواج يعني النجاح، فبقدر ما نضع فيه من الحب والحنان والاحترام بقدر ما سنأخذ من هذه العلاقة من حب وحنان واحترام. كثيرا ما نغفل هذه النقطة ونميل سريعا لاتهام الزوجة أو الأسرة أو المجتمع أو الظروف، ونهمل دورنا وما قدمناه لإنجاح أو إفشال الزواج، فليس هناك أسهل من لعب دور الضحية.
تخيل، عزيزي الزوج، أن الزواج هو خزان مياه ضخم وله صنبور مياه في وسطه، وأن هذا الخزان هو زواجك. إن ملأت أنت وزوجتك هذا الخزان حبا واحتراما، فدائما سيغدق عليك من صنبوره بمثل ما ملأته، حبا واحتراما، وإن أهملته فسينضب ويجف ولن يعطيك شيئا. وفي المقابل إن ملأته إهمالا وخيانة وعدم احترام، فسيعطيك بمثل ما ملأته. وهذه القاعدة لا تنطبق على الزوج فقط، فكلا الطرفين مسؤول عن تعبئة الخزان بمشاعر الحب والاحترام، وبكميات كافية حتى يمتلأ الخزان ويجاوز منسوب المخزون أعلى من ارتفاع مستوى الصنبور.
لنخذ مثالا، زوجان مر على زواجهما عامين، والزوج من النوع الذي لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره لزوجته (للأسف فهذا النوع هو الغالبية) فلا يقول لها أنه يحبها أو أنه يفتقدها بالقدر الكافي أو أنه لا يقول ذلك أصلا، والمرأة بطبيعتها تريد أن تسمع هذه الكلمات من زوجها دائما، فبعد طول تحمل وصبر تقرر أنه تحدثه في الموضوع وأنها تحتاج لمعرفة مشاعره وتحتاج أن تستمع إلى هذه الكلمات منه، وطبعا يقعا في جدال وخلاف، فالرجل لا يحب أن يقال له أنه لا يعرف كيف يكون زوجا محبا أو انه مقصر في أمر ما، وفي نظره فهي تبالغ وتضخم الموضوع. وكردة فعل فسيحاول أن يشرح لها أنه وإن كان لا يقولها صراحة فهو يحبها وأنها يجب أن تكون على علم بذلك، فهو إن لم يكن يحبها فلم تزوجها أصلا.. ويستمر الزوج في محاولة تبرير تقصيره. وبعد طول نقاش وجدال، يوافق مرغما على أن يعبر لها أكثر عن مشاعره تجاهها. وبعد أسبوع من التعبير عن المشاعر من تجاه الزوج لزوجته، يبدأ الزوج بالشعور بالملل وأن ما يفعله لم يلق قبولا أو اهتماما من طرفها، وأنها لا تبدو شاكرة ومقدرة للمجهود الذي يقوم به. ماذا برأيك عزيزي الرجل قد حدث؟ ولم لم يكن رد فعلا كما توقعت؟ أولا أنت لم تكن صبورا بما فيه الكفاية لحصد النتائج. أسبوع من مجهوداتك في هذا الموضوع مقابل شهور طويلة من الجفاء؟؟ الخزان قد جف ونضب، ولذلك تحتاج لأكثر من أسبوع لملأ الخزان بمنسوب كاف يتجاوز مستوى الصنبور بحيث إن فتحنا الصنبور فسيصب لنا ما تم ملأ خزان الزواج به.
-
مثالا آخر، تقع في جدال وخلاف معها، فتغضب هي وتقول هي “أنت لم تحبني قط” أو “أنت لم تقل إنك تحبني ولا مرة في حياتك ولم تشتر لي شيئا قط” وبالطبع يجن جنونك من كلماتها التي تعكس أنها امرأة ناكرة للجميل وظالمة، فكلامها حتما محض افتراء، فالشهر الماضي كان عيد ميلادها وقد قمت أنت بشراء هدية ثمينة لها. ولك كل الحق أن تغضب، إن كان ذلك حقا هو ما قصدته هي. ولكنك عزيزي الرجل في الواقع قد أسأت فهم كلامها. وموضوع اختلاف اللغات (طريقة التعبير) بين الرجل والمرأة موضوع مهم جدا يجب على الطرفين فهمه واستيعابه جيدا. ففي كل مرة تستخدم هي كلمات مثل “ولا مرة في حياتك” أو “لم تفعل شيئا قط” فهي تقصد فترة الخلاف (ساعات أو أيام) فقط وليس بالمعنى الحرفي للكلمة، أي ليس بالمطلق، ولكنها صيغة مبالغة ليس أكثر. عندما تفهم هذه النقطة جيدا وتدرك ما قصدته هي وليس ما كنت تعتقد أنت أنها قالته، فلن تستشيط غضبا ولن تشعر بالإهانة من نكرانها لكل ما فعلته لها، وستركز في أسباب الخلاف الحالية فقط، وكيفية حلها.
ماذا يعني كل ذلك؟ أولا يجب أن تفهم أنها تريد أن تشعر بحبك تجاها دائما وبصفة مستمرة، وإن كانت تعلم يقينا أنك تحبها، فهي تتوقع منك أن تريها أنك تحبها بطريقة أو بأخرى، وإلا فستشعر هي بالقلق والتوتر والشك في مشاعرك تجاهها، فذلك يعطيها الإحساس بالأمان، وهي بحاجة للشعور بالأمان معك دائما. لا تحاول عزيز الرجل البحث عن منطق ذكوري في هذه المسألة فلن تجد شيئا، ولكن ثق تماما أنها لا تفكر مثلنا ولا نفكر نحن مثلهن. في الواقع فهن أكثر بصيرة وحدة في طريقة تفكيرهن منا نحن الرجال؟ هل سمعت بقدرات الحاسة السادسة لديهن؟ يكفي أن تلاحظ كيف أنها تستطيع أحيانا قراءتك وكشف أي موضوع حاولت أنت إخفاؤه. هناك مقولة بالإنجليزي تقول فيما معناه “النساء لن يصرحن أبدا بما يريدونه بشكل واضح ولكنهن سيحتفظن بحقهن في الغضب إن لم تستطع أنت أن تعرفه من تلقاء نفسك.” وذلك كما نعرف نحن الرجال صحيح في كثير من الأحيان. لو أنهن فقط يقولن ما يردن بطريقة مباشرة، لكانت الحياة أسهل بكثير، ولكن كما يقولوا فستفقد الحياة إحساس المغامرة أن كانت بتلك السهولة. فدائما ما تكون النجاحات العظيمة نتيجة مجهود وعمل كبير، لنستشعر لذتها، بغض النظر فمن الأفضل أن نرى الأمر من هذا المنظور حتى نستطيع المضي قدما. ولكن لا عليك، فمهما كانت زوجتك ومهما كانت خلفيتها الثقافية أو الاجتماعية أو الفكرية أو العرقية، ففي الاحتياجات العاطفية، كل النساء سواء. فكل امرأة لها ست احتياجات عاطفية:
-
-
-
-
- يجب أن تشعرها دائما وأبدا الرعاية والاهتمام فذلك يعطيها الاحساس بالأمان.
- وإن لم تفهم بعضا من تصرفاتها، فأشعرها دائما أنك تفهم مشاعرها وتقدرها وأنك تثق برأيها وحكمتها.
- مهم حدث بينكما من خلافات فلا تقلل من احترامك لها مهم حدث، ولا تهينها أو تجرحها أو تعنفها بدنيا أو لفظيا. فذلك وقبل كل شيء منافي لتعاليم ديننا الذي يحثنا بالرفق واللين مع النساء.
- إن كنت تحبها فعلا فاظهر لها ذلك واجعلها تشعر بحبك واخلاصك لها دائما.
- الحب ليس فقط كلمات، ولكنه شعور متبادل، وعليك أن تجعلها تشعر بذلك في كل وقت، وذلك بالنسبة لها هو دليل حبك وإخلاصك، وأن تجعلها من أولى أولوياتك.
- إن فعلت كل ما سبق فبطبيعة الحال ستعطيها الاحساس بالأمان والطمأنينة.
-
-
-
“>قد يبدو كل ما ذكرناه حتى الآن كثير ومجهد أو مرهق، ولكنه في الواقع العكس تماما، فطالما أنك تحبها فعلا وتريد إسعادها (لأن سعادتها من سعادتك) فستجد نفسك تفعل كل هذه الأمور من تلقاء نفسك وعن طيب خاطر. ولكن تذكر دائما أنه ليس من السهل تمثيل هذه الأمور أو التظاهر بها لإسكاتها، فالنساء يستطعن شم رائحة الكذب عن بعد (لا تنسى ما ذكرناه عن الحاسة السادسة) وستكون في ورطة لا تحمد عقباها.
قبل أن أكمل، هل من نساء ما زلن يقرأن ما كتبته حتى اللحظة؟ ألم أطلب منكن ألا تقرأن؟ حسنا إن كنت عزيزتي الزوجة وصلت معي إلى هذه النقطة فتذكري أن للرجل احتياجات عاطفية هو أيضا ومطلوب منك تلبيتها له (سأذكرها هنا باختصار وسأفصلها في مقال آخر).
-
-
-
-
- الثقة. مبدأ سهل وبسيط ويجب أن تشعريه دائما أنك تثقين به وبرأيه.
- لا تتزوجي رجلا وفي عقلك خطة لتغييره مستقبلا، وحتما لا تجبريه أو تضغطي عليه كي يغير عادة أو خصلة ما، فنحن لسنا أطفالا (في كثير من الأحيان).
- أشعريه دائما بتقديرك لكل ما يقوم به من أجلك وأجل العائلة ككل.
- نحن أيضا نريد أن نشعر أننا مميزون في أعين زوجاتنا.
- قد لا تصدقن ذلك ولكن رأيكن وموافقتكن لما نقوكم به مهم بالنسبة لنا
- مهم اختلفتم، فأشعريه دائما أنك معترفة ومقرة لكل عمل جيد قام به ولا تشعريه أنه لم يفعل شيئا قط.
-
-
-
كيف تريها أنك تحبها؟ تخيل نفسك واقع في غرام امرأة من الصين، وهي لا تتحدث غير لغتها الصينية، وأنت لا تتحدث الصينية. فمهما قلت لها أنك تحبها باللغة العربية فلن تفهمك هي أبدا لأنها لا تتحدث العربية. هل فهمت الفكرة؟؟ حسنا، يقول لنا العلم أن هناك خمس لغات مختلفة للحب، عالمية، يفهما كل البشر باختلاف مشاربهم. كل ما عليك هو أن تعرف أيا من هذه اللغات هي لغات زوجتك، كي تحدثها بلغاتها التي تفهما، وبالطبع هي أيضا مطلوب منها معرفة لغاتك في الحب. لكل منا لغته أو لغاته الخاصة من القائمة أدناه، وترتيبها وأولوياتها تختلف من شخص إلى آخر، فعليك أن تعرف ما هو ترتيب اللغات عند زوجتك حسب أولوياتهم.
-
-
- التعبير بالكلمات. بعض النساء يحببن أن يسمعن كلمات الحب والإطراء دائما.
- تخصيص وقت مشترك.; color: black; font-size: 11pt;”> وذلك أن تخصص وقتا مشتركا لكما وحدكما إما للكلام أو الخروج لعشاء خاص، أو أي شي يجعلها تشعر أنك لها فقط في تلك اللحظات وأن كل اهتمامك هو هي فقط).
- الهدايا. اشتر لها هدايا إن كانت هذه إحدى لغاتها.
- ساعدها في أمور المنزل أو اي أمور أخرى تحتاجك فيها؟.
- احضنها، قبلها، امسك يدها في الأماكن العامة، أو اي أمر فيه تلامس وتلاصق جسدي.
-
والآن كيف نفهم هذه اللغات، إليك المثال التالي، تخيل أن زوجتك تحب فقط اللغات (التعبير بالكلمات، الهدايا، خدمات مختلفة) ولكنك من النوع الذي يفضل (التعبير باللمس، الهدايا، تخصيص وقت مشترك) فبالنسبة لها ستتوقع منك دائما أن تساعدها في أمور المنزل، وستفرح جدا إن ساعدتها، وستشعر أنك تحبها. في المقابل، الخدمات المختلفة ليست من لغات الحب عندك فلن يخطر في بالك أنه موضوع مهم لها، وقد تراها تعمل في المنزل ولكنك لن تفعل شيئا. ولكن إن علمت أن الخدمات المختلفة دليل حب عندها فستفعله لإرضائها ولتشعرها بحبك لها، وهي كذلك، فقد تكون ليست من النساء الاتي يفضلن أن تمسك يدها في الأماكن العامة وقد تكون قد أبعدت يدك عن يدها إن حاولت أنت ذلك، ولكنها الآن إن فهمت أن هذه إحدى لغات الحب بالنسبة لك، فستفعلها لإرضائك.
باختصار يجب عليك أن تعرف لغات الحب بالنسبة لها، ولغات الحب بالنسبة لك، وأن تشاركا بعضكما البعض هذه المعلومة كي يعرف كل منكما لغات الطرف الآخر. ونصيحتي هي أن تقوما معا بعمل الاختبار الذي يحدد لغات الحب لكل منكما وارساله للآخر، وذلك من خلال موقع الكتاب The Love Languages وتذكر دائما قدرة النساء لملاحظة أدق التفاصيل، وكلنا جرب ذلك في أي خلاف دخلنا فيه مع زوجاتنا، وكيف أنها قادرة على سرد كل خطاياك في حقها من يوم الخطوبة وحتى لحظة الخلاف، وكأنها تحمل ملفا كاملا لكل صغيرة وكبيرة. لو اعتمدنا نظام النقاط، وأن لكل فعل جميل تقوم به ستعطيك هي نقطة واحدة، فالعجيب في الأمر أنك لو اشتريت لها كل شهر هدية بسيطة كانت تتمنى لحصول عليها، أو باقة ورد جميلة، فستأخذ نقطة واحدة عن كل شهر عن كل هدية، وحتى إن اشتريت لها هدية باهظة الثمن في عيد ميلادها مثلا فستأخذ نقطة واحدة فقط في دفترها، مهما كانت قيمة الهدية. فقليل مستمر خير من كثير منقطع.
إليك القواعد العشر التالية لحياة زوجية سعيدة
- تقبلا الاختلافات التي بينكما، وركزا على النقاط المشتركة. لكل منا خصوصيته، فلنركز على إكمال حياة بعضنا البعض بدلا أن نكون نسخة أخرى من بعضنا البعض.
- واعطها حريتها لتكون على طبيعتها. تذكر دائما ما الذي جذبك لها في بادئ الأمر، ما الذي كان مثيرا لك في شخصيتها، تلك هي على طبيعتها.
- كن دائما سباقا للاعتذار. في آخر المطاف لا تنسى سبب الخلاف لم يكن لتحميل أحد الطرفين الخطأ ولكن هو أن نجد حلا معا لما كان السبب وأن نجعله بنية لتقوية العلاقة واستمرارها، بغض النظر عمن كان السبب في الخلاف، فابدأ دائما بالاعتذار لفصل فتيل التشنج ومن ثم يكون الحوار أكثر عقلانية.
- حاول دائما ارضائها، وكن طيبا معها. ولم لا، فأنت من أخترتها لأنك تحبها، ولذلك يجب أن يكون إرضاؤها أحد أهدافك دائما.
- احترم خصوصيتها. لكل منا مساحة خاصة لا يجب أن تنتهك، فكما لك ذلك فهي لها ذلك. وإن كان ولا بد فتحدث معها بكل صراحة ووضوح عما يضايقك منها إن بدر منها شيء، وإياك والتجسس أو الغيرة العمياء، وإن شككت. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “وإن شككتم فلا تحققوا” أي لا تبحث وتتجسس، ولكن تحدث عما يزعجك وعما لاحظته، وان كان ردها شافيا كافيا فالمشكلة قد حُلت.
- تعلم متى مطلوب منك الحديث ومتى مطلوب منك الاستماع. في كثير من الاحيان هي لا تريد منك حلولا أو إجابات، ولكنها فقط تريد منك ان تشعرها بأنك مهتم لأمورها وأنك مستعد للاستماع لها بكل تركيز.
- تأكد أن أوقاتكما الحميمة هي مصدر حب وسعادة. ولا اقصد هنا المعاشرة الجنسية فقط (وإن كانت العلاقة الجنسية أحد أهم أسباب نجاح أو فشل الزواج) ولكن كل أمر يساعد ويغذي الحب واللحظات الحميمية بينكما وينميها هو أيضا مهم.
- اعشقا حياتكما مع بعضكما البعض. يجب أن يكون هذا من الأساسيات، وهو أن تحبا بعضكما البعض وأن تحبا حياتكما معا وأن تستمتعا بوجودكما معا، وأن تكون لكما نفس الأهداف من هذا الزواج، وإلا فستجد أنكما تباعدتما تدريجيا لأنه لا يوجد أرضية مشتركة.
- اجعل زوجتك أعز أصدقائك. هنا تكون العلاقة في أوجها، فالصداقة دائما رابط قوي ومتين، فإن استطعت أن تجعل صداقتكما قاعدة لحبكما وزواجكما فافعل.
- لا تتوقفا عن الحوار. لا تتوقفا أبدا عن الكلام مع بعضكما البعض، مهما كان الموضوع، عن كل شيء وأي شيء، يجب أن تكون هي من تخطر في بالك عندما يحدث أمر ما أو موقف ما وتريد أن تخبر أحدا به. حتى الخلافات، تحاورا وتناقشا بهدف الحل والوصول إلى ما يخدم الزواج وليس لمعرفة من المخطئ ومن المصيب.
-
حسنا، فهذا تقريبا كل ما لدي بخصوص هذا الموضوع، وقد يبدو للوهلة الأولى أن ما هو مطلوب منا نحن الرجال كثير جدا، وفي الحقيقة هو ليس بالقليل، ولكن إن كنت فعلا تحبها وتريد أن تكون حياتكما معا سعيدة فستحتاج لهذ الأمور. ثق تماما أن زوجتك هي أيضا عليها بالقيام بالكثير مما ذكرت، فكثير من الأمور مطلوبة من الطرفين، ولكن لنكن واقعيين، فنحن نعلم أن الكثير من الزوجات يقمن بهذه الأمور منذ بداية الزواج، ويبقى أن نقوم نحن بدورنا، قدر المستطاع. تذكر دائما أن كلنا لديه 24 ساعة في يومه، وكل العظماء والناجحين في التاريخ كان أيضا لديهم 24 ساعة يومية فقط، فالسر هو في تنظيم الوقت والأولويات في حياتك. وصدقني إن قمت بهذه الأمور لزوجتك بكل الحب، ومن قلبك، فستجعل هي حياتك جنة، وستجعلك أسعد رجل في الدنيا. جرب بنفسك وسترى.
بالنسبة لي شخصيا، إن كنت أحب امرأة وكنت أراها كل حياتي وأنها توأم روحي فإليك ما سأفعله:
-
-
-
- سأشعرها بحبي لها دائما، بسبب أو بدون سبب.
- أقول لها أني أحبها كل يوم.
- أعمل جاهدا على معرفة كل ما تفضله هي (زهرتها المفضلة، اللون، أحب الأطباق إلى قلبها، الموسيقى التي تفضلها، وكل شيء تحبه) كب اعرف ما اشتري لها إن أردت يوما مفاجأتها أو مصالحتها.
- أعمل جاهدا على معرفة مقاساتها (ملابسها، فساتينها، حذاؤها، خاتمها، ملابسها الداخلية) وسأفاجئها بهدية بدون مناسبة من حين لآخر، بدون أن أضطر لسؤالها عن المقاس وافساد عنصر المفاجئة.
- أحفظ كل التواريخ المهمة في حياتنا (أعياد الميلاد، عيد زواجنا، فالنتاين، وغيره مما يهما من تواريخ ومناسبات) ليس مهما أن أكون مهتما بالفالنتاين، فالهدف هو إيجاد مناسبة للاحتفال بحبنا معا، فابحث عن المناسبة التي تعطيك سببا للاحتفال، وان لم تجد اخترع واحدة.
-
-
كما ذكرت، فهذا رأيي الشخصي، ولك أن تطبق منها ما يحلو لك، كلها أو بعضها، أو أن تجد لك ما يناسبكما معا… ودائما تذكر كل ما كنت تفعله أيام الخطوبة، كل الحب والاهتمام والجهد الذي كنت تقوم به، وتخيل أن حياتكما هي كلها مرحلة خطوبة، وعاملها على ذلك الأساس.
المصادر:
ترجمة عن مقالي السابق What Women Want
(1) The Seven Habit of Highly Effective Marriages – Stephen Covey
(2) Men are from Mars & Women are from Venus – John Gray
(3) Rule of Life – Richard Templar
(4) The Five Love Languages – Gary Chapman