شعرتُ منذ بضعة أيام أن شمس العام 2018 على وشك المغيب، لهذا شرعتُ في التفكير في هذا العام الذي على وشك الانتهاء، والذي مع مروره بسرعة الطيف، إلا أن الكثير جداً من الأحداث وقعت فيه. لقد كان هذا العام سنة حافلة ومزدحمة بالفعل، حدثت فيه الكثير من الأمور طالت جميع أبعاد حياتي تقريباً، لا سيما الشخصية منها والمهنية، مررت فيها بخيبات وحققت فيها إنجازات، شعرت فيها بلحظات من السعادة وتألمت فيها من لحظات أخرى للحزن والتعاسة، مع ذلك فأنا ممتن لهذه الأخيرة كونها أحداثاً حياتية تجعلك تدرك أنك لا تخشى أن تشرب من كأس الحياة حتى الثمالة، لأن الحياة تمرّ كلمح البصر، وإن لم نوليها اهتمامنا وتركيزنا، ستتركنا وتخلّفنا ورائها.
لقد كان هذا العام، 2018، بالنسبة لي، سنةً تعلمتُ فيها كيف أتصالح مع نفسي، وأنعم بالسلام الداخلي: مع وجداني، والسلام الخارجي: مع جميع الأشياء من حولي، وإني لسعيد بالقول أني قطعت شوطاً طيباً نحو هذه الغاية. ولعل هذا الشعور مما يرافق تقدم المرء في العمر، الأمر الذي لم يكن يعجبني أن أفكر فيه إطلاقاً. إذ أنني لطالما تمنيت في السابق أن أملك آلة زمن لأغير بعضا مما مررت به في حياتي. ولكني الآن أعتبر أن من أهم إنجازاتي لسنة 2018 هي في تمكني من التصالح مع حياتي وتقبلها برمتها، ومن ضمنها، المرحلة العمرية التي انا فيها الآن، والاستمتاع بكل تفاصيل هذه المرحلة.
في فيلم “الحياة السرية لوالتر ميتّي The Secret Life of Walter Mitty” ، يجلس بطل الفيلم، والتر، الذي أدى دوره الممثل “بِن ستيلر”، على دكّة أحد مقاعد الانتظار بمحطة قطار، يتحدث عبر هاتفه المحمول إلى أحد موظفي خدمة العملاء لموقع مواعدة إلكتروني للإبلاغ عن مشكلة فنية واجهته أثناء محاولته “غمز” أحد المستخدمات على الموقع. على الطرف الآخر من الخط، ردّ عليه موظف خدمة العملاء بقوله إنه يتفحص الآن الملف الشخصي له (أي لوالتر)، وأشار إلى أن قسم “كان هناك وأنجز كذا”، من ملفه التعريفي فارغ. وهو التلميح الذي ردّ عليه والتر بقوله “حسناً، لم أذهب بالفعل إلى أي مكان يستحق الذكر أو التنويه”. فقال له موظف خدمة العملاء “حسنا، لكن هل أنجزت أمراً يستحق الذكر أو التنويه؟”. قالها الموظف بنبرة ناعمة ومتعاطفة. عندئذ انغمس بطل الفيلم والتر في أحلام اليقظة، حتى أعاده صوت موظف خدمة العملاء إلى العالم الواقعي. ردّ والتر عليه “آسف، لقد سرحت بفكري قليلاً”، فقال له موظف خدمة العملاء “هل ينتابك هذا السرحان كثيراً؟”.
عندما تشاهد الفيلم ستدرك أن والتر من أولئك الأشخاص الذين لا يحبون الخروج من منطقة الراحة، ومن ذلك النوع الذي لا يشرئب بعنقه كثيراً ليتطلع نحو الآفاق الرحبة، والذي يعجّ قلبه بالمخاوف والهواجس من المخاطرة أو المجازفة أو حتى الجرأة بالتفكير باتباع شغفه وما يحبه قلبه. نتيجة لذلك، لم يحقق والتر أي شيء ذي بال في حياته، وكان يقضي الكثير من وقته في الانغماس في أحلام يقظة يخشى تحقيقها في العالم الواقعي، إلى درجة أن لحظات سرحانه أصبحت نكتة يتندّر بها زملائه في العمل. لكن عندما قرر والتر أخيراً تجربة حظه والمجازفة، وبذل ما في وسعه وتقبل ما يأتي به الزمان أياً كان، شعر والتر بإحساس مذهل ومبهج من الرضا والأريحية، على الرغم من أنه لم يحقق كل ما يريده، أو ما يظنّ أنه يريده. ببساطة، تصالح والتر مع نفسه، وأحس بالسلام الداخلي، ولذلك كان سعيداً وراضياً على حياته كما هي.
ترتبط بعض أجزاء حياتي بما مرّ به والتر بطل الفيلم، وما كان يشعر به في البداية. حيث أن أحد أعز أصدقائي من فترة الدراسة الجامعية كان يشبه والتر في بعض جوانبه. لقد كان هو كذلك من نوع الأشخاص الذين لا يحبون جذب الأنظار إليهم، ويعيشون في منطقة راحة يتشبثون بها بقوة، ولا يحبون أن يغامروا أو يجازفوا، ومكث كذلك طوال سنوات حتى وقعت له حادثة أجبرته على التغيير واضطرته للتحول اضطراراً. واليوم، يعتبر هذا الزميل قصة نجاح بحد ذاتها في ميدان الأعمال التجارية، حيث أصبح رائداً من الرواد في ميدانه، ومصدر إلهام للكثير من البشر من حوله. أصدقكم القول، فقبل أن أبحث في هذا الموضوع لم أكن أعلم أن هناك طرقاً علمية منهجية لدراسة تحولات الإنسان، حتى مطلع الشهر الماضي، حين قررت فيه أنا وفريق عملي أن نغادر مكاتبنا ونذهب إلى ورشة عمل لمدة يومين، ندرس فيها أفضل الطرق للتعامل فيما بيننا كفريق، وبناء قوتنا بشكل أفضل، وكذلك لإعداد أهدافنا للعام 2019. خلال ورشة العمل، شاركتنا المدربة بعض تعاليم كتاب قرأته هي من قبل، وهو كتاب مثير جداً للاهتمام عنوانه “الاتفاقيات الأربع”، ألفه دون ميغيل رويز، يعلّم فيه الكاتب قرائه كيفية إنماء الوعي الذاتي ليكونوا على الدوام واعين بمشاعرهم والأمور المحيطة بهم وبالقِوى الداخلية والخارجية التي يتعامل معها المرءُ كل يوم من أيام حياته. يشير الكتاب إلى أنه عندما نُنميّ وعينا بذاتنا، نصبح أكثر تحكماً بحياتنا، وكينونتنا، ونصبح أكثر مناعة وتحصيناً ضد طاقة الآخرين السلبية، لا سيما أولئك الذين يحاولون تفريغها فينا وصبها علينا بمختلف أنواعها من الكره أو الغضب أو الغيرة أو حتى الازدراء والاحتقار. يجعلنا الوعي بذاتنا في صُلح وسلام مع أنفسنا، ومع الآخرين من حولنا، ومع الحياة بشكل عام. وما هذه إلا لمحة عن الحكم البالغة التي يزخر بها هذا الكتاب، وأنا أوصيكم بشدة أن بقراءته. ولكن دعوني أمنحكم نظرة سريعة عن الاتفاقيات الأربع التي يقترح علينا مؤلف الكتاب أن نعقدها مع أنفسنا:
-
- احرص كل الحرص على أن يخلو حديثك وكلماتك من أي مأخذٍ أو خطأ؛ تشير هذه الاتفاقية إلى قوة الكلمة، والمدى الذي يمكن لكلماتنا أن تمضي إليه رغم أننا قد نستخف بها أول الأمر. إن جميع الحضارات العظيمة والكبرى ما هي إلا بنتُ الكلمات الطيبة المُلهمة، وجميع الحروب والصراعات ما هي إلا ثمرة الكلمات الخبيثة الرديئة التي بذرت الأوهام وأنمت الأطماع. لذلك، ينبغي علينا دائماً أن نكون واعين تماماً بما نتلفظ به وما نقوله، وألا ننبس إلا بما نعنيه حقاً، ومن ثم أن نعني ما قلناه بالفعل أو نقول ما نعنيه بالضبط، عدا هذا من الحريّ بنا أن نلتزم الصمت للأبد. والمثل السائر يقول “إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب”. وإذا ما تأملت هذا المعنى بحقّ، فستكتشف أن جميع مشاكلنا التي تنتاب علاقاتنا، أياً كان نوعها، هي مشاكل تتعلق بعدم دراسة ما نقوله قبل قوله. فنحن نقول كلاماً في لحظات غضب، سرعان ما نندم عليه لاحقاً، ولربما قد يَعِد المرء بأشياء في لحظة أريحية وشعور بالسعادة، فقط ليدرك لاحقاً الالتزام الكبير الذي أوثق به نفسه، ويهتف “يا الله، ما الذي أوقعت نفسي فيه؟”. علينا إدراك أن كلماتنا، بمجرد أن ننبس بها، لم يعد لنا عليها أي سيطرة، والأدهى أننا نتحمل مسؤولية ما تتسبب فيه تلك الكلمات، لذلك احرص دوماً على مراقبة استخدامك للكلمات وكيفية استخدامك لها
- لا تأخذ أي شيء على محمل شخصيّ – تأمل هذه الوصية لوهلة من الزمن. حاول تذكر جميع المرات التي أحسست فيها بالإهانة أو الانتقاص، أو تلك الأحيان التي اتخذت فيها رأي أحدهم أو إحداهن أو تعليقه على نحو شخصيٍّ. حاول أن تدخل أعماق وجدانك واكتشف ما الذي جعلك مستاءً مما قالوه، وستدرك أن الذي أزعجك ليس ما قالوه، إنما “أفكارك أنتً” عما “تظنّ أنهم” قالوه أو فعلوه. حدث الاستياء لأنك وافقت -وإن بلا وعي- على ما قالوه أو فعلوه، أو أن لديك شكوكاً حول قدراتك الشخصية تستند إلى ما قالوه، أو أنك في أعماقك ودواخل نفسك لا تثق بقدراتك وإمكانياتك وتحتاج (بين الفينة والأخرى) إلى مصادقة الآخرين على أنك “جيد” و”ممتاز”، وعندما لا يفعلون ذلك، لا جَرَم أن تشعر بالانزعاج، لأنك وضعت “ختم المصادقة” على قدراتك وإمكانياتك بين أيديهم. تصوّر معي أنك تسير في أحد الشوارع، وقام أحد الغرباء الذي لا تعرفه ولم تلتقِ به قط، بالقيادة بسيارته قربك وانهال عليك بالشتائم ثم انطلق بعيداً بسيارته. ليس لديك أدنى فكرة عمن كان هذا الشخص، أو لماذا فعل ما فعله، لكنك متأكد أنك لا تعرفه، ولذلك فرأيه فيك غير مهم البتة. وهكذا سوف تواصل مسيرك وكأن شيئاً لم يحدث كما أن ثقتك بنفسك لن تهتز منها شعرة. لماذا؟ ببساطة لأن ذلك الشخص لا يمثل أي شيء بالنسبة لك، إنه نكرة. من هنا ندرك أن المشكلة ليست “فيما يحدث” لنا إنما في “ردة فعلنا” تجاه ما يحدث. في هذه الحالة، أنت اخترت ألا تزعج نفسك بتعليق وشتائم ذلك الغريب. فضمن لا وعيك، قررت أنك الشخص الوحيد الذي يقرر قيمتك الذاتية، ولذلك فإن آراء ذلك الغريب ومقولاته، بغض النظر عن هويته، لا تمسّك في شيء، وكما يقول الدكتور الفقي في هذه الحالة “رأيك فِيني لا يعنيني”. إن الحساسية المفرطة تجاه الأمور والأحداث والأشياء، وأخذها غالباً على محمل شخصي، دائما ما يرتبط بحقيقة أننا لا نشعر بالأمان وأن ثقتنا بأنفسنا مهزوزة، ولا يتعلق البتة بما قاله أو فعله الأشخاص الآخرون، مهما كان قاسياً وجارحاً. ذلك أن ما يقولونه أو يفعلونه إنما هو انعكاس لهويتهم وحقيقتهم، لكنه قطعاً ليس انعكاساً لهويتك وحقيقتك.
- لا تُجري أي افتراضات – يتمثل أحد أهم الدروس القيمة التي تعلمناها في ورشة فريق العمل في أن نتجنب إطلاق أي افتراضات أو أحكام مسبقة عن أي شيء أو حول أي شخص، وإذا كانت لدينا من قبل فعلينا أن نتخلص منها. لا يمكن أن تتخيل إلى أي مدى ستريحك هذه الحكمة وتضع عنك أثقالاً وأعباء لم تكن تتصور أنك تحملها. بدايةً عندما تُجري افتراضاً معيناً حول أحد الأشخاص، لنقل على سبيل المثال زميلك في العمل الذي تظن أنه يعاملك بشكل سيء أو ينظر إليك نظرة تكبر أو ما شابه، نوصيك بدل أن تغذي هذا الافتراض وتدعمه بظنونك وتوقعاتك والقيل والقال، اذهب وتحاور مع ذلك الشخص، واستسمحه أن تطلب منه تصحيح بعض الأفكار التي تظنها عنه. ما من شك أن هذه الخطوة جريئة لذلك تحتاج منك استعداداً لأي نتيجة تسفر عنها، سواء انتهى به الأمر إلى تأكيد افتراضاتك عنه، أو تفنيدها، لكن مربط الفرس هنا أنك أخذت المعلومة من مصدرها، وأنك وضعت النقاط على الحروف. لا بد أن تعرف ماهية رد فعلك أو سلوكك عندما يتلاشى ذلك الافتراض. القضية هنا، ألا تجري أي افتراضات من الأساس، وفي حال وجدت أن تسعى دائماً للتخلص منها. أعرف أنه في كثير من الحالات من الأيسر لنا أن نفترض وأن نعيش مع تلك الافتراضات، بدل أن نواجه الآخرين ونتحمل نتيجة تلك المواجهة، لكن الافتراضات لا تزيد إلا الأوضاع سوءاً، لأن الافتراضات تنتمي إلى نفس الفئة التي تتحدث عنها “الاتفاقية الأولى” والمتعلقة بأن المشاكل دوماً ما هي إلا خلل في طرق الاتصال. إنّك حينما تفترض، تختار ألا تتواصل مع الطرف الآخر، وأن تكتفي فقط بظنونك عنه وأفكارك حوله، بغض النظر عن خطأها الفادح أو بعدها الشاسع عن الصواب.
- ابذل أقصى ما في وسعك دائماً وأبداً – تضم هذه “الاتفاقية” بين حناياها جميع ما تدعو إليه الاتفاقيات الثلاث السابقة، وهي الوصية المفضلة عندي. لدي صديق في مجال تطوير الذات، وأتذكر أني اتصلت به ذات مرة قبل بضع سنوات عندما كنت بصدد الانتقال من وظيفة لأخرى، وقد أخبرته عن مخاوفي من الفشل أو عدم ترك أي بصمة في الوظيفة الجديدة، وما إن كان مديري الجديد سيكون خلاف ما أتوقعه، إلى ما ذلك من الهواجس والمخاوف. لكنه قاطعني وقال “يكفي أن تبذل أقصى ما في وسعك فحسب، وأي شيء آخر غير مهم البتة. ففي حال بذلت أقصى ما في وسعك ونجحت بالفعل، فذلك ما كنا نبغِ، وستكون سعيداً، لكن إن بذلت أقصى ما في وسعك وفشلت أو لم تحقق المطلوب كما ينبغي، فستكون قانعاً بما حققته ببساطة لأنك حاولت على أي حال، وحاولت بأقصى قوة لديك، لذلك لن تشعر بأي ندم أو تحسّر. ابذل ما في وسعك فحسب، وسيكون كل شيء آخر على ما يرام. لا تشغل بالك بما يظنه الآخرون أو يقولونه، أو ما الذي سيكون عليه مديرك القادم، وما إن كنت ستعجبه أم لا”. إنك حين تبذل أقصى ما في وسعك، تصبّ جل تركيزك على ما تحاول إنجازه، وليس على ما تظنه أو تراه الأطراف الخارجية من حولك. لابد عليك أن تقدم أفضل ما لديك في أي مهمة تعمل عليها، مهما كان نوعها، سواء أكانت تكليفاً أو عملاً أو وظيفة أو طلباً أو تقديم خدمة لأحدهم أو أي شيء آخر تود فعله أو وافقت على القيام به. إنك حينما تبذل أقصى ما في وسعك في أمر ما، ستكون قانعاً وراضياً عن نفسك، أياً كانت نتيجة جهدك الذي بذلته، ولن تشعر بأي إحساس للندم أو التحسر لأنك على الأقل حاولت. وهذا ما تؤكده تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
إنك حينما تبرم مثل هذه الاتفاقيات مع نفسك، وتشرع في تطبيقها تدريجياً في حياتك اليومية، ستندهش فعلاً لمدى الهدوء والطمأنينة والسلام الداخلي الذي ستنعم به. ستنعم ببال هادئ وتشعر بأريحية بالغة، ولن يشغل خاطرك شيء، وستشعر أن عقلك وجسدك وروحك في تناغم ووئام. ولكن للتنبيه، فالحديث عن هذه الاتفاقيات أسهل من تطبيقها، لذلك احزم أمرك وكن جاداً والتزم بتحقيقها، لتصل إلى هذا النعيم الدنيوي. الأهم من ذلك، أنه لابد أن تكون مستعداً للتخلي عن بعض العادات والأفكار، أو الاتفاقيات إن صح التعبير، التي كنت تنتهجها في حياتك سابقاً، لا سيما تلك الظنون والأفكار التي نشأت على الاعتقاد بأنها حقائق لا مناص منها، في حين أنها ليست كذلك. إن تلك المعتقدات والأفكار الخاطئة ما هي إلا عقبات وعراقيل في طريقك نحو المحاولة والخروج من منطقة الراحة.
والوصية الأخيرة المهمة جداً التي أود أن أدلي بها هنا هي أن التزامك بالاتفاقيات أعلاه مع نفسك لن يمنعك أن تتحلى بالتنافسية والشغف بشأن أهدافك في الحياة، بل على العكس من ذلك، ستتيح لك الالتزامات أعلاه أن تركز أكثر على تحقيق أهدافك المرجوة وأحلامك الطموحة دون أن تعاني من التشتت الناجم عن الطاقة السلبية التي تؤثر على مضيك قدماً.
لتنعم إذاً بالطمأنينة والسلام.